بين الاستلهام والاستسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

بين الاستلهام والاستسلام

اعتقد اننا أمة لا تنظر إلا تحت اقدامها.. فالأمة التي تقع أسيرة الماضي وتحاول ان تعثر في الحاضر وفي المستقبل عن صورة لهذا الماضي، هي أمة لا تنظر إلا تحت قدميها.نحن أسرى الماضي الذي نعتقد انه مجيد ونؤمن بأننا لا يمكن ان نتجاوزه.. وهذه النظرة هي المسؤولة عن انحدارنا وانحطاطنا وتراجعنا المستمر.

الحنين للماضي ومحاولة استلهامه شيء طبيعي، أما الوقوع في أسره فهو ليس سوى عرض مرضي خطير.. الشيء الطبيعي والصحي هو النظر الى المستقبل والرغبة في تجاوز الماضي.. انني لا أطالب بالانفصال عن الماضي، لكني اطالب فقط بأن نتجاوز مرحلة تكرار الماضي واستحضاره بحذافيره، الى مرحلة التعامل مع الماضي بنظرة موضوعية وعقلية نقدية، بهدف الاضافة لا الاجترار.

ان لدينا في وجهة نظري ماضياً خصباً وقابلاً للتلقيح المستمر، لكن خصوبة الماضي والتراث وحدهما لا تكفي.. فالماضي مهما كان خصباً، لا يمكن ان يضيف الى مستقبلنا طالما اننا نتعامل معه بعقلية يغلب عليها الاحساس بالنقص، وتطغى عليها مشاعر التبجيل الذي يصل الى حد التقديس.

يجب ان نستلهم الماضي لا أن نستسلم اليه ونسلم بعجزنا حياله.

منقول حرفيا
كما اضيف : كم وددت يوما ان نكون امة بلا تاريخ عريق مجيد فقد اصبحت الامم التي لا ماضي تليدا لها اكثر اصرارا وعزيمه لتقديم انموذج . فقد اصبح الجميع ينظر الينا على اننا تاريخ فقط
بين دفتي كتاب تحوية المكتبات فقط بينما غيرنا اصبح يبذل قصارى الجهد ليسطع نجمه عبر احدث الطرق واسرعها . فاللجميع نقول مهما غطت وعلت ذرت التراب الذهب النفيس فاعتقد ان قطرة عرق من جبين شبابنا المتعطش لرقي امته قادر على اعادة البريق لمعدننا النفيس .فنستلهم من بطولات السلف وقود حاضرنا ومستقبلنا المشرق . ودمتم بخير

مشكوووووووووووووووور